جواد ابو رغيف
(البخت) كلمة فارسية وتعني صاحب الحظ السعيد، ومنها مفردة (بختيار)، المتكونة من (بخت) أي الحظ و(يار) اي صاحب، أما مصطلح (الكاريزما) المرادف لمفردة البخت، فهومصطلح يوناني مشتق لغة من كلمة نعمة، أي هبة إلهية تجعل المرء مُفضلاً لجاذبيته، اما اصطلاحاً فإن الكاريزما هي الصفة المنسوبة إلى أشخاص أو مؤسسات أو مناصب بسبب صلتهم المفترضة بالقوى الحيوية المؤثرة والمحددة للنظام.
في العراق تتداول مفردة البخت كثيراً، وعادة مايتصف بعض الافراد بأنه صاحب حظ وبخت، وهذا الفرد تلازمه صفة التسديد الالهي في سلوكياته ومعاملاته مع محيطه سواء على مستوى البيت والمجتمع ام القبيلة.
يروى ان احد اصحاب البخت، وكان يسكن في محافظة الديوانية آنذاك يمتلك ارضاً زراعية وهو قريب جداً لاحد اصدقائي، معروف بحسن أستقامته، ويمتلك سجايا طيبة مشهور بالكرم ووفادة الضيف، وحدث أن مالك الاراضي (الاقطاعي)، وهو شيخ العشيرة قطع عن ارضه ماء سقي زرعه، وكانوا يزرعون الحنطة التي تمثل قوتهم الرئيس لاستدامة حياتهم، فما كان من الرجل البخيت أن قام وتوضى وفرش سجادته واقام الصلاة وسط ارضه ورفع رأسه داعياً الله أن يرزقه غيثاً يسقي به زرعه، ولايحتاج الى ماء ( عطيوي)، وما أن تم الرجل صاحب الحظ والبخت صلاته، حتى تجمعت سحابة على مساحة ارضه لتهطل غيثاً سقا جميع ارضه!، رغم أن الموسم كان صيفاً وليس موسم نزول الغيث، وسط دهشة واستغراب اهل القرية، فما كان من الرجل البخيت أن ارتجز قائلاً :
(ماي الله ولا ماي عطيوي) لتظل ارجوزة تتناقلها الاجيال.
قصة الرجل البخيت تشبه تماماً مايمر به العراق حالياً، فالسدود التي بنتها الجارة تركيا تهدد العراق بالتصحر وتجفيف الانهار، وتسبب تراجع مناسيب المياه، بفعل تحكم حكومة السلطان "اردوغان" بمستوى الاطلاقات المائية، مايهدد العباد والبلاد، بهدف ابتزاز العراق، ولطالما استخدمت تركيا ملف المياه بشكل لا انساني ضد العراق، ضاربة جميع اتفاقات الامم المتحدة المتعلقة بالدول المتشاطئة عرض الجدار مستغلة ضعف القرار السياسي العراقي.
وعلى الرغم من السعي التركي الخبيث بتركيع العراق، بهدف مساومته بشعارهم (الماء مقابل النفط)، بيد أن العراق يبقى بخيتاً عزيزاً كما أرادته السماء وحبته بالصالحين، فستدر عليه غيثاً يكفيه حاجة الآخرين.
لذا نطالب الحكومة العراقية أن يكون عام 2025 عام السدود، لوقف النزيف المائي، ورسم سياسة تؤمن للعراق حاجته المائية.
Noodc2020@jmail.com
تعليقات
إرسال تعليق