القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

نوميديا جروفي





" كان مارّا في الشارع الذي اعتاد أن يتمشى فيه كل نهاية يوم ليصل إلى بيته بعد نهاية عمله، وفجأة لفت انتباهه تجمّع غفير للناس وسيارات الشرطة والإسعاف أيضا، تملّكه فضول لاكتشاف ما يجري فتزاحم معهم ليرى ما يجري.

لكن ما إن شاهد الجثّة المسجّاة فوق الرصيف، حتى دمعت عيناه.

اقترب أكثر ليتفحّصه عن قرب وكأنه يُكذّب ما رأت عيناه.. إنّه هو.. مات..    والدماء تُغطّي صدره وثيابه، كأنه نائم بابتسامته التي اعتاد الجميع رؤيتها.

جلس أمامه يُمسّد شعره كما كان يفعل له وهو رضيع في أحضانه ليغفو وينام والدموع تخنقه.

قبّل ذلك الجبين الذي حصدته رصاصة غدر اغتالت روحه في عنفوان الشباب وحدّثه قائلا:

ترى ماذا كان يدور في رأسك يا ولدي؟

بماذا تفكر؟ أتفكر في وطن سلبه المارقون؟ أم في غدك المجهول؟ أم إنك توجه نظرة الوداع الأخيرة إلى أمك المنتظرة والتي أوجس لها قلبها أمرا مريبا و أنت تُودّعها صباحا؟

تبا لهم لم يمهلوا رأسك بأن يُكمل فكرته ..".

تعليقات

التنقل السريع