القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

عدنان سمير دهيرب/ نقلاً عن جريدة الزمان الدولية





جُل الحقائق تُلفع بأغطية سميكة من الكذب و التدليس و الاقنعة المزيفة ، بأساليب متعددة من الدعاية ، التي تهدف الى إستمالة  المتلقي بما يلتقي مع المصالح و الاهداف.

و بالرغم من أن الاعوام لا تضفي باستمرارها للسوء حقاً.فأنها تظهر بعد حين ، لتكشف عما تخبئ ليس في القضايا السياسية و إنما الاجتماعية و التاريخية أيضاً . و الكشف عن مصداقية الاحداث و الوقائع المتأخرة يشي الى مستوى التضليل الذي تستخدمه المؤسسات الاعلامية والاستخباراتية و أحياناً المراكز او دبابات الفكر في كيفية قيادة العالم والتأثير على إتجاهات الرأي العام .

و قد يتجلى هذا الأمر عند زلات اللسان التي تحصل حول أحداث معينة من قبل رئيس الدولة و دونه .و زلات اللسان المتكررة مثلما أشار تقرير لأذاعة القناة الثانية البريطانية ( التي يرتكبها السياسيون ، أكتشف أن غالبيتها مقصودة). و تهدف الى إيصال رسالة تلتقي مع أهداف المرسل.

ففي تصريح لبوش الأبن حين كان رئيساً لأمريكان ، قال لوفد فلسطيني (أن أوامر ألهية هي التي تحركة ، و أن الرب قال له  : يا حورج أذهب و قاتل الارهابيين في أفغانستان و قد فعل ، وأن الرب أمره بالتخلص من الطاغية في العراق و قد فعل .. الخ).

رسالة تضليل

وزلة اللسان التي تشير الى الوحي ، كانت رسالة لتضليل جمهور عاجز عن فعل الازاحة للطاغية ، بغير حصول معجزة ألهية ، لاقناعه بوسائل لاهوتية يؤمن بها جمهور البلد المستهدف الذي عانى كثيراً من سلوكيات مستبد ومغامرات حاكم عجز عن التخلص من سياسته وحكمه الذي أغرق البلد بالحروب و الفاقة .

لذلك كان التصريح  موثراً حد الاعتقاد به ليس لدى مسلوبي الارادة من المتخلفين و الجهلة و إنما ( شاع بين عدد من المتدينين جدال حول ما أذا كان ((الكافر)) مؤهلاً لتحقيق ذلك النوع من المعجزات ) محمد مظلوم الطائفة والنخبة الطائفية. غير أنه من العقل أن نزداد أهتمام بالتحليل العلمي ، لا أن ننشغل بجدل عقيم بعيد عن حقيقة رجل متوحش تسبب بمقتل مليون أنسان ، وصاغ نظام سياسي معاق تشوبه الكثير من الكبوات ، وطبقة سياسية شرهة الى السلطة تفترس موارد البلد وسرقة الحقوق باستخدام كل وسائل الاحتيال ، أنتجت شعباً منقسم أثنياً، يتكلم أكثر مما يعمل ، وضعوا دولة محاصصة ، ثم أسقطو المفردة الاولى وساندوا الثانية في لعبة مابرحت قائمة أستمرأتها الاحزاب، التي أستئثرت بالمال والسلطة و الاعلام لنشر خطابها الطائفي والعرقي لتقويض الخطاب الوطني من خلال صناعة الازمات المسيطر عليها اجتماعياً و سياسياً بهدف إدامة حالات التصدع و الهشاشة في واقع مازال التعصب جاثماً بالانتماء الجهوي التي تشكل احد عوامل إرتخاء التماسك الاجتماعي.  وبعد أكثر من خمسة عشر عاماً تكررت زلة اللسان لدى الرئيس الامريكي الاسبق ، ولكن بصيغة اخرى مغايرة للاولى حين قال خلال حفل نظمته مؤسسته في تكساس قبل بضعة أيام حول الحرب الروسية الأوكرانية أن (قرار رجل واحد ان يشن غزواً غير مبرر على الاطلاق و  وحشي  على العراق _ أقصد أوكرانيا).

هذه البيئة التي يتسابق فيها الجميع لتصديق ما يسوقه الساسة من الكذب الذي لم يزل يتردد بمشاركة مؤسسات ومنظمات ، لابد أن مجتمعها يعتقد بالتزييف في تناول قضايا سياسية وأجتماعية و ديبنية ، إذ أنه يشيع مفهوم الانحناء و الرغبة بقبول أفكار تجانب الحقيقة .لذلك فأن زلة اللسان الثانية تناقض الاولى ، لتكشف عن الأساليب الخشنة بارتكاب الجرائم و القتل تحت أشكال شتى من التضليل و الحرب النفسية والقوة التي تعتمدها السياسة  والاعلام الامريكي ، رغم ظهور وجوه أخرى للحقيقة خلال الاعوام المنصرمة.

بل أنه أكد الحقيقة الثابته بوصف الحرب دماراً ، إذ يغيب العقل و تندحر الانسانية و يتلاشى السلام و يسود التوحش ، تلك هي الحقيقة التي تأتي بعد سفك الدماء و أغتصاب الحرية وأغتيال كرامة الانسان .

الحقيقة التي تأتي متأخرة ، لا تخفي نوازع الشر والجشع المخبوء داخل الانسان ، فهي تظهر لديه كلما سنحت الفرصة لقمع الاخر وسلب أرادته  بهدف الهيمنة وفرض الطاعة .

تلكم هي أحد وسائل السيطرة والخنوع والتخنيث سواء كانت للبلدان والافراد .

تعليقات

التنقل السريع