القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

عدنان سمير دهيرب/ نقلا عن جريدة الزمان الدولية




منذ بواكير الوعي و تأسيس الأحزاب عام 1924 و هي في خلافات و مناكفات فيما بينها و صراعات مع الحكومات لتحقيق غايتها للاستيلاء على السلطة ’ و اذا ما إستحوذت عليها , فانها تستخدم ذات الاساليب السابقة و تزيد في عمليات القمع و الازاحة مع المعارضة أو التواطؤ و التنسيق مع سلطات الاحتلال لضمان إستمرارها في السلطة و الهيمنة على الجمهور . و قد تجلى ذلك خلال العهدين الانكليزي و الأمريكي و ما بينهما . و كلما ظهرت قوى سياسية  أو حراك جماهيري معارض لتلك السلطات إتهمتها بالعمالة والخيانة والفتنة , دون الحوار و التنسيق معها لتحقيق الاصلاح والتغيير , و إنما تستخدم كل وسائل القمع و العنف و الاعتقالات و القتل , لاستدعاء إتهاماتها المسبقة إزاء تلك الجهات المناوئة أو عند بزوغ الوعي لدى الجمهور الرافض لسياسة تلك السلطات التي يتسلل اليها الاستبداد برفض الآخر مع إستلامها للحكم .

سلطة حاكمة

أقول إن إطلاق تلك الاتهامات الجاهزة من السلطة الحاكمة على المعارضة : هل هي إسقاط لماضي الأحزاب المتنفذة على الحركات المناوئة , أم الظمأ الى السلطة و التمسك بها لأن الحاكم يحسده أقرب المقربين اليه , و لذلك نجد كثيراً منهم يتطلع الى السلطة و يتحرق شوقاً الى الاستيلاء عليها وفق رأي المفكر الأمريكي كارل فيتفوجل .

أم بسبب رسوخ نزعات التأثيم و النبذ و الانكار و رفض الحوار مع الآخر , لتفريغها بعد عقود من الخضوع لسلطات متوارثة من الاستبداد للقوى السياسة و التقليدية التي ما برحت حاكمة و مؤثرة في الدولة و المجتمع تحت أغطية المقدس و العشائرية , و هي مؤشرات على الركود و إعاقة التقدم بسبب تطويق حرية التعبير عن الرأي . و إستمرار غسيل الدماغ الذي أدى الى القناعة و الرضا و حال دون الوعي بحاجاته.

إن ما يحصل مجرد آليات شكلية للنظام الجديد لأن الديمقراطية ترتكز على المساواة و العدالة و الحرية و المواطنة , كقيم واجبة لدى الانسان و المجتمع . و المنافسة بين الاحزاب تقوم على البرامج السياسية و الاقتصادية لقيادة الدولة و سبل معالجة القضايا التي تواجه المجتمع .

معارضة ايجابية

وليس توالد أو تناسل أحزاب متشابهة في المنهج و المختلفة في الأسماء فقط , تتأسس دون رضا و إتفاق مع الجمهور الذي يرى صورة  لمرشح يتكئ على الحضور العشائري و المال السياسي مجهول المصدر . للخلاص من الظمأ الى السلطة و الجاه و الشراهة للمال , دون التفكير بالمعارضة الايجابية البناءة , ما أفضى الى عزوف الناخبين من المشاركة في الاقتراع .

و هذا التحول في شكل النظام السياسي بعد عقود بل قرون من الاستبداد يتوجب المزيد من التجارب و المعالجات و تراكم الوعي و المحاكاة مع تجارب مشابهة في كيفية معالجة الخطوب و سبل البناء الذي يتطلب زمناً لكي يتعلم الانسان من أخطائه , لاسيما و أن المجتمع مازال يرزح تحت أشكال من الأمراض الاجتماعية المعيقة للتغيير و التطور . دون إطلاق إتهامات التخوين و التأثيم و العمالة و رفض الآخر . إذ أن الإلغاء و قذف الاتهامات ورفض التسامح , منافذ لتكريس الاستبداد و الركود و هيمنة القوى البطريركية التي ترى في الوعي و إستيعاب الواقع الجديد تمرداً , و بالتالي تحدياً لسلطتها التي إستمدتها من العائلة و المدرسة و الحكومة و المؤسستين الدينية و العشائرية ليظل الانسان يعيش في عبودية المجتمع , لأن تنازل الانسان عن حريته للحاكم , أو لأي شخص آخر إنما يعني أن يتنازل عن إنسانيته . أي يتنازل عن حقوقه و واجباته كانسان , مثلما يرى جان جاك روسو .

و بذلك يظل جزءاً من التفكير الدائري , لإفتقاره الى الحرية التي تشكل روح الشعب نحو التقدم في العلم و ضروب الادب و الفن و العمل و قبلها الارتقاء بقيمة الانسان و حفظ كرامته بوصفه غاية سامية لصناعة المستقبل و رفاهية المجتمع .

أنت الان في اول موضوع

تعليقات

التنقل السريع