القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

 عدنان سمير دهيرب/ نقلا عن جريدة الزمان الدولية



إن إنطلاقهما كان مقترن بالوعي بضرورة التغيير والتحدي نفذها جمهور لا يبحث عن المجد والهتاف بحياتهم أو لإمتلاك القصور المزينة والقبور المزخرفة . وإنما بحمل شرارة الثورة والتحدي لسلطات مختلفة .. مؤمنة بالتضحية من أجل قيم سامية ومبادئ عليا لغايات إنسانية نبيلة , وليس الدعاية والشهرة وكسب المغانم لقادة فرضوا على مرحلة التحول التي أفضت الى الانحراف وسوء السمعة التي ترددها المنابر وأنتجت الاحتقان والاضطراب لإعتقاد قسم من هؤلاء أنهم فوق القانون الذي يمنحهم فرصة الافلات من العقاب ودعم شعبي يقوم على المصالح التي تتبدل مع تغير الأهواء لا القناعات الراسخة بأهمية الدور الذي قدمه هؤلاء . فالشعوب المتخلفة تتسم بالانتهازية وتبدل المواقف بين الحين والأخر بنحو متطرف وإتجاهات متعاكسة لانعدام المبادئ والقناعات , تبحث عن الخضوع والطاعة للمستبد الذي تُجمل صورته وتُزين سلوكه بالرغم من الحماقات التي يرتكبها , باستغلال عواطف الجمهور عرقياً أو مذهبياً فهو الرأس الذي يقود القطيع .. وليس الملهم أو الفطن وفق مخيال الحشد . لذلك حين يقطع الرأس يتوزع القطيع بين الرؤوس التي تفرخ في البيئة المضطربة.

ويرى إيريك دورتشميد : ليس للنظام الاجتماعي والحكم الديمقراطي في عالمنا الحالي من معنى اذا لم نفهم ما حدث في الماضي . تدحرج رأس الملك نتيجة أرادة ثورية , قبل أن يقع الثوري ضحية لتمرده . الملك أو المتمرد , حدث زوالهم بسرعة محيرة , لأنه عندما تقع حافة سكين الذبح , فأنها تنزل بسرعة.

بيد أن الجرائم والقسوة وأساليب القمع وسلب الارادة لا يمكن أن تندثر أو يتم محوها من الذاكرة لإرتباطها بالقتل وسفك الدماء التي ينفذها أشخاص في السلطة، وتالياً يرددها المؤرخون والمختصون لئلا تضيع مع تغير الأحداث وتبدل الأنظمة وتعدد الخطابات، حتى نفهم ما حصل سابقاً وما يجب أن نفعل في الحاضر.

مشاركة علنية

يتوجب المشاركة العلنية الواعية لتفكيك وقائع الماضي الذي تتكرر أحداثه بين الحين والاخر مع إستمرار ذات الاسباب . في عالم تتبادل وتتراكم فيه الأفكار ويتقدم باضطراد و قفزات سريعة في بناء مادة المستقبل , الانسان الباحث عن العدالة الاجتماعية والتعايش والرفاهية .

والافادة من تجارب الشعوب التي غرقت بالدماء ودمار الحروب و الجرائم الداخلية والخارجية . أن تكون كلمات المجد والعظمة لتضحيات الشعب وأبطال صنعوا أيامهم حافزاً لإنسان يتنفس صباحات الحرية , لأنتاج عصر جديد .

فقد كانت وصية الأمبراطور الياباني هيروهيتو بعد الهزيمة في الحرب العالمية الثانية تشكل مفتاحاً لمستقبل شعب عانى ويلات الدمار الماحق حين قال (وحدوا كامل قواكم , لتكريسها لبناء المستقبل . إزرعوا طرق الاستقامة , وعززوا روح النبل و العمل بالأرادة  والتصميم , وبذلك تعززون المجد المتأصل في الدول الامبراطورية ومواكبة تقدم العالم) .

بلاغة تلك الكلمات والارادة و التعليم والوعي . كانت ولما تزل تشكل سبيلاً نحو التقدم والارتقاء المبهر . وليس الصراع لقطف ثمار السلطة.

تعليقات

التنقل السريع