عدنان سمير دهيرب/ نقلا عن جريدة الزمان الدولية
– 1 –
منذ التأسيس , و في المراحل السرية و العلنية و ما بينهما . تسعى الحركات السياسية و الاجتماعية و الدينية و المنظمات , للدعاية و الترويج لايديولوجياتها و تعاليمها بالخطابات و الشعارات بما يتوافق مع ظروف النشأة أو التأسيس باستخدام كافة الوسائل المتاحة التي تشير الى أهدافها بالاستمالة و إقناع الجمهور في البيئات المعتقة بالحرمان و كسب المهمشين و الفقراء و المترددين بالتأثير على إتجاهاتهم بما ينسجم مع تلك الأفكار , كي يكونوا قاعدة و أدوات تلك القوى و قياداتها الذين برزوا لامتلاكهم قوة الحماسة في التغيير أو في غفلة من الزمن , أو صنعهم جمهور يبحث عن منقذ يضئ لهم الطريق . لتشكيل قوة مؤثرة إيجابية أو سلبية . فالفرص التي تأتي أما غبية يكون فعلها سلبياً أو نقيضها . ليقع المواطن فريسة لطموحات تلك القوى التي تغتصب السلطة سواء بالمواربة و التضليل أو قوة السلاح لتصفية الحسابات و تحقيق غايات شخصية إنتقامية بالثأر الناعم من خلال إصدار القوانين بأسم العدالة أو الخشن بالقتل و الاغتيال السياسي أو الاستبداد الذي يتوارث بأشكال متعددة من الاسلاف الذين زرعوا بذور الطغيان في بيئة تراجع فيها الوعي و تقدم الجهل و الامية و التواكل و الكسل .. و هي أسباباً لصناعة الاصنام التي تعشق الهيمنة و أوهام التقديس .
قوى سياسية
إن المجتمعات التي تزرح فيها العصبية و الكراهية و رفض الآخر تبرز فيها قوى سياسية و مذهبية تدعي إحتكار الحقيقة لفرض إتجاهاتها الفكرية , و الرغبة في التغيير وفق تلك الايديولوجية , و يبلغ مدى الصراع مراحل متقدمة مع القوى المتنافسة الحاملة لذات الشعارات التي تتراجع مع الوصول الى بهجة السلطة و مغرياتها الباذخة . غير أن التغيير يأتي غالبا من الدماء المسفوحة و التضحيات لجمهور يكابد من معاناة الواقع . فقد إنطلقت حركات إجتماعية كثيرة في دول و مجتمعات عديدة خلال العقود المنصرمة تؤكد الرغبة في الحرية و التغيير و رفض أساليب القمع و التهميش التي تمارسها السلطات ضد شعوبها و فرض الطاعة و العبودية و الامتثال لنزوات و حماقات الحكام القائمة على إهمال الشعوب و الانشغال ببناء الأسوار التي تحجب مشاهدة الواقع المأساوي لغالبية المجتمع الذي يرفع الوسائل السلمية غالباً و الدموية أحياناً عبر تلك الحركات و تعني إصطلاحاً (التيار العام الذي يدفع طبقة من الطبقات أو فئة إجتماعية معنية الى تنظيم صفوفها بهدف القيام بعمل معين لتحسين حالتها الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية أو تحسينها جميعاً) .و قد كشفت صفحات التأريخ المعاصر أن جُل الحركات الاجتماعية يأتي لسبب إقتصادي يمس حياة المواطن بالدرجة الرئيسة , بالأضافة الى الاسباب السياسية و الاجتماعية و المواقف الوطنية تنفذها شرائح و فئات إجتماعية مختلفة و ناشطون مدنيون . و قد إتسمت تلك الحركات بالتساند و التضامن و الوعي العفوي الهادف الى رفض إساليب القهر السياسي و الحرمان .
و لابد من تأكيد حقيقة أن تلك الحركات الاجتماعية التي نقشت في ذاكرة العراق , لم تأتِ من الاحزاب و إنما من وعي الجمهور و مواقفة الوطنية إزاء التحديات السياسية و الاقتصادية . إذ كانت تلك الاحتجاجات و الانتفاضات و المظاهرات و الاضرابات ينتهي معظمها دون تحقيق الأهداف لعدم وجود قوة سياسية تنظم تعبئتها و تديم فعالية حضورها في عملية الضغط على السلطات , فضلاً عن إستخدام القسوة المفرطة لقمعها مثلما حدث في عامي 1991 و 2019 مثالاً .
تعليقات
إرسال تعليق