القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

نيران صديقة... الثاني والعشرون من السماوة

يوسف المحسن




أسبوع أو أكثر استغرقته مدة الجدال والأخذ والرد بيني وبين الزميلين العزيزين حسن حلاوة ونافع الفرطوسي، حول مقترح إصدار صحيفة. كان دخان الحرب ما زال يجوب سماء مدينة السمارة فيما الأخبار الواردة من العاصمة بغداد تشير إلى تهاوي صنم الدكتاتورية. الفكرة في رأس الشباب الثلاثينيين بأن إصدار الصحيفة هي فرصة وأداة لتزويد المتلقي وأهالي المدينة بالمعلومات حول التطورات الجديدة ومواكبتها، خاصة مع انطلاق عهدٍ جديد وأفق واسع من الحرية الإعلامية والسياسية. وفي لحظة الاتفاق تم الشروع بإعداد المواد الصحفية وعقد اجتماع أولي لتبويب الصفحات وإقرار النهج والهوية الإعلامية للصحيفة فيما استغرقنا وقتا أطول في تسميتها. أسم (السماوة) هو ما تم الوقوف عنده، والعقبة الأساسية هي في إيجاد التمويل المالي للأعداد الأولى، وقد حصلنا عليه من المغفور له الشيخ عزاره المعجون رحمه الله. التاسع عشر من نيسان عام 2003، شهد ولادة العدد التجريبي الأول من صحيفة السماوة التكون أول صحيفة في المحافظات العراقية بعد التغيير، وثاني صحيفة عراقية بعد صحيفة (فجر بغداد)، التي أصدرها الموسوعي الدكتور النشمي والتي احتجبت لاحقاً.

ومع أعدادها الأولى، إنضم زملاء آخرون الى أسرة التحرير واتسعت دائرة المبيعات، وقبلها دائرة الكتّاب ودائرة المتابعين، وكانت صحيفة بلا مرتجع كما يقال.

نقطة التحول في هذه الصحيفة هي في عدم إعتمادها على دعم جهوي أو حكومي، وهو ما أعان أسرة التحرير على تنفيذ جزء من خطتها الإعلامية والاحتفاظ بهويتها في العمل على التناول الموضوعي للأحداث والأخبار وعكس انطباعات وأفكار الغالبية العظمى من القراء والأهالي، لم تخلو حقاً من الصعوبات والمطبات والمنعطفات، لكنها رحلة استمتع بها الزملاء لما تمثله من تماس حقيقي مع طبيعة العمل الصحفي. (السماوة) التي انظمت بعد سنوات إلى شبكة الإعلام العراقي، بالتقانة رائعة من الإدارة العليا للشبكة والتي وفّرت تكاليف الطباعة ورواتب العاملين ومستلزمات العمل. 

وتحت مسمى (صباح المثنى) أشعلت اليوم شمعتها الثانية والعشرين في إصرارٍ وثبات على استمرار الصدور الورقي، والذي يغيب عن كبريات الصحف في العالم هو إنجاز نفتخر به، وهي تحتاج اليوم إلى دعم الجميع كي لا تواجه ما واجهته صحف ومطبوعات كثيرة، ولا يغيب عن الفهم بأنها تمثل أول ملامح التغيير الذي أعقب عملية اسقاط النظام البائد. والأجمل هي صاحبة الريادة في الانسلاخ عن الدعم المالي الجهوي أو السياسي، من خلال اعتمادها في السنوات الأولى على المبيعات والاعلانات وغالبية التجارب العملية لا تمتلك هذه الميزة، لذلك فهي تجربة نادرة رائدة بين المئات من المطبوعات والمحطات الفضائية والمؤسسات الإعلامية، والواجب يقتضي وكجزء من الحفاظ على الخط الصحفي المتوازن الذي تنتهجه والذي حظي بثقة القراء، أن تبادر المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص إلى التعاون معها بما يؤمن استمراريتها ودورها الإعلامي والتوثيقي وجهدها الاستقصاني والثقافي، والتواكب مع ما تعمل على تحقيقه شبكة الإعلام العراقي.

تحية للصحيفة الرائدة التي وثقت وواكبت الحدث السماوي وبرز وتدرب في كنفها صحفيون وكتاب، سجلوا حضورا طيبا في الصحافة العراقية. وكل عام والصحيفة الأم بالف ألف خير.

تعليقات

التنقل السريع