القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

عدنان سمير دهيرب/ نقلاً عن جريدة الزمان الدولية




الوصايا العشرة التي تؤكد عليها الديانات السماوية منذ إشراقها على المجتمعات قبل أكثر من ثلاثة الاف عام , و التي يشكل تجنبها أساً للعمل الصالح و أزاحة القبح الذي يتوارى خلف أقنعة شتى  , تلك الوصايا المتمثلة بعدم القتل , الكذب , الربا , الشرك , المحرمات من النساء , شهادة الزور , التجاوز على مال اليتيم , السرقة و نحو ذلك , تهدف الى الارتقاء بالمجتمع و تهذيب الانسان و تطهيره من الآثام التي تقفز الى سلوكه كلما توفرت الظروف المناسبة أو التوافق مع الرغبة الكامنة في طبيعته المشحونة بالأضداد و الثنائيات التي ينطوي عليها الواقع و إنعكاسها على التفكير و الفعل البشري ما أدى الى إطلاق روادع و تعاليم سماوية و قوانين وضعية تفرضها سلطة الدولة .

و الثابت أن مكارم الاخلاق ليس لها علاقة بالتحصيل العلمي أو التراتب الاجتماعي , وإنما تنبع من الذات و التربية التي ينشأ عليها الفرد و المستمدة إبتداءاً من الأسرة ثم البيئة الاجتماعية التي تؤثر في بنية وصياغة حياته.

غير أن تلك المحرمات مازالت متفشية بأشكال ومستويات مختلفة , وأخرى غدت ظواهر كالقتل والسرقة والكذب الذي يتلفع بأغطية مستفيداً من الفقه التبريري والاحتيال الشرعي للافلات من العقوبات وخداع الناس  بالكلمات التي تحمل معان بليغة مثل (هذا من فضل ربي) أو (النجاة في الصدق) . وحين تكتشف الحقيقة التي تأتي متأخرة دائماً . تجد أن الكثير منهم تغلبت الأنانية والمصالح الذاتية على سلوكهم . فالأنانية نوع من الجشع . وهي ككل جشع , تتضمن عدم الاكتفاء , نتيجة عدم وجود أي إشباع حقيقي . والجشع هاوية لا قرر لها تستنزف الشخص في مسعى لا ينتهي لإشباع الحاجة من دون الوصول الى الاشباع أبداً (أيريك فروم / الهروب من الحرية). إذ أصبحت أكثر سطوة وتأثير من تلك التعاليم والوصايا والقيم العليا . بسبب ضمور الوجدان والضمير الذي يُعد مفتاحاً للفضيلة رغم التحذيرات الربانية والعقوبات الوضعية  , لأن العدالة مثلما يصفها المفكر مونسنيور أوسكار كمثل الحية : لا تلدغ الا الحفاة .

فالافعى غالبا تستبسل و تلدغ الفقراء و الضعفاء إذا ما أخطئوا , وتتغافل عن خطايا الأقوياء تلكم هي شرعة كل السلطات في العالم .

تعليقات

التنقل السريع