عدنان سمير دهيرب/ نقلا عن جريدة الزمان الدولية
تنتشر في شوارع مدن الجنوب صور الشهداء و يرزح الفقر و تراجع الخدمات ، و كانت و لم تزل تعاني من مظلومية السلطات. تتوزع خيام المهجرين و يتفشى الفقر و ضعف الخدمات في مدن الوسط و جزء من الشمال، و إشهار المظلومية من السلطة .العراق عنواناً للثراء و المال المنهوب و التناحر و الكل يزعم المظلومية .فاذا كان الجميع يشكو الظلم تحت عناوين الطائفية و القومية و الاثنية و الدين .. لماذا لاتتأسس أحزاب وطنية أي ليست أحزاب دون أو فوق وطنية تنظم الحياة الساسية ، خير من عشرات الاحزاب التي تتلفع بالأغطية المذهبية و العنصرية و تنشر خطاب الكراهية .واذا كانت مبادئ تلك الاحزاب تهدف الى تحقيق العدالة الاجتماعية ، لماذا تنطلق التظاهرات في المدن و القصبات ، و أمست عناوين يوميه لوسائل الاعلام؟و اذا كان الساسة يعزون خراب البلد و المجتمع و انتشار المخدرات و تعطيل الصناعة و الزراعة الى المؤامرات الخارجية .لماذا التواطؤ مع قادة المخططات التآمرية؟واذا كان الظلم و الفقر و غياب العدالة الاجتماعية بسبب فشل برامج و تدابير السلطة ، لماذا يتواطئ المظلومين و الفقراء مع القادة و المسؤولين و الخضوع لأيديولوجيتهم؟صور الشهداء التي تتزين بها شوارع مدينتي السماوة ، التي أنظر اليها يومياً تبعث الشجن على شباب رحلو و أمهات ثكلى و أرامل و أيتام يطوقهم القهر و اللاجدوى .فالسماوة –مثالاً- مازالت الاولى في الفقر ، الذي أنتج الاولى في تعاطي المخدرات ، وليس تحسين جودة الحياة ، رغم أنها قرية كبيرة او مدينة صغيرة ، كانت و لما تزل الأكثر أماناً، و حين كان العنف يعصف بالبلد خلال عامي 2006-2007 و السنوات التالية ، هي الانموذج في التعايش و الوئام ، بفعل الانسجام المجتمعي و رغبة الأهالي بدينامية اللاعنف التي ينماز بها السكان و العلاقات الاجتماعية المتجانسة بين الريف و المدينة .و هنا يقفز سؤال أليس مخجلاً ان يزعم السياسي انه قائد ، و جمهوره أرامل و أيتام و ثكالى ، و شباب نصفهم مخدرين و النصف الاخر يجوب الشوارع بحثاً عن فرصة عمل ، و دولة هشة و نظام سياسي أضحى عنواناً للنهب و الصراعات و الاحباط الذي أدى الى وقوع 772 حالة انتحار و تسعة ملايين مواطن دون خط البشر .و بهدف تطويق الجمهور يسعى الزعماء الى أصدار قانون تقييد أو حظر حرية التعبير عن الرأي و الاجتماع و التظاهر السلمي .
ويضع خيارين أمام الشعب اما المشي في الطرقات لتفريغ الاحتقان او تطبيق المادة (7) ببنودها الاربعة اذا ما فكر بالخروج في تظاهرة او تجمع يدعو الى الحقوق او مساءلة الفاسدين ؟ كي يغتصب الحرية التي تشكل عنواناً للديمقراطية . ويشرعن الاستبداد . و بذلك تتشابه صور الجميع .
تعليقات
إرسال تعليق