رحيلٌ أبديّ.. ( قصة قصيرة)

و بالتّدريج و يومًا بعد يومٍ بدأت تُخمدُ شمعتها ببطءٍ، حتى باتت خافتة جدّا، و هو لم يكن يعلم أنّها تُكابد ألمًا دفينا تكبته في أعماقها، لكنّه شعر بتغيّرها لأنها لم تعد تلك الفتاة الحيويّة المُتفائلة دومًا، فتصرفاتها معه لم تعد كالسّابق، حتى أحاديثها معه اقتصرت على تحية صباحية و مسائية تقريبا دون السؤال عن يوميّاته، لأنّها تعرف انشغالاته في يومياته بمتابعاتها. فبعد شُغف باتا شبه غريبين عن بعضهما.

و الشيء الذي أزعجها أنه يتذكرها حينما تكاد تخلد للنّوم، و ينزعج من تصرفاتها الأخيرة و لا يعلم أنه السبب.

هي تعمّدت كلّ خطوة قامت بها، فلماذا عليها التواجد في مكان لا تشعر بوجودها فيه؟

و لم تُكابد نفسها مشقّة الإهتمام به في حين هي ترى اهتمامه بغيرها على مرأى الجميع ؟

لكن عندما ضاق صدرها أفرغت كل ما احتفظت به في جعبتها من حديث، فواجهها بجواب لم يُقنعها!!

ففي نهاية الأمر كما قال لا تربطه بتلك السيدة علاقة لأنها صديقة أخته المقربة و يعرفها من زمن الطفولة فقط. تظاهرت بالرضى، و طال نقاشهما تلك الليلة كالعادة كما أصبح مؤخرا منذ أكثر من شهر.

جاء الغد و كانت ستطوي صفحة الأمس بصفحة جديدة ناصعة البياض،لكن لم يختفِ ذلك الاهتمام أبدا بتلك الصديقة القديمة.

لم تُناقشه و لم تكرّر كلامها ،فقط حزمت حقائبها و غادرت حياته دون رُجعة لتتركه مُستمتعًا في ماضيه الحافل بذكرياته الجميلة.

عاد و لم يجدها ليعثر على بقايا ما تركته له من أغراضٍ لم تحملها معها .

تلك اللحظة بالذات عاد لصوابه و اكتشف خطأه لكنّها لم تكن موجودة فقد ذهبت دون عودة و دون أثر لمكانها.