عدنان سمير دهيرب/ نقلاً عن جريدة الزمان الدولية
المحتوى: يشكل المصدر و الرسالة بما تحمل من مضامين أهمية بالغة لوسائل الاعلام في عملية نقل المعلومة، لاسيما و أن الفضاء الاتصالي يتسم بطوفان من المعلومات التي ترسلها تلك الوسائل سواء كانت التقليدية او منصات التواصل التي بلغ مستخدميها في العراق لغاية الشهر الماضي اكثر من 28 مليون مستخدم. تنماز بالتنافس الشديد و الاثارة و المبالغة، في بيئة إتصالية تفتقر الى الضوابط، ما أفضى الى عدم الاهتمام بالمصدر و الوسيلة ليحتل الاهتمام بالمحتوى أوالية لدى المتلقي. إذ تبين إستناداً الى عدة أبحاث تجريبية أن مضمون المعلومة سينفصل بسرعة عن مصدرها في ذهن الجمهور , و عليه لايكون التأثير الذي يمارسه المصدر تأثيراً مستمراً . و هذا ما يلاحظ أيضاً في مجال الاشاعات(غي دورندان / الدعاية و الدعاية السياسية).غير ان الواقع السياسي و الاعلامي كشف عن تراجع تأثير قادة الرأي بوصفهم مصادر للمعلومات تُعتمد لدى وسائل الاعلام، لانها لم تكن سوى مصادر للدعاية السياسية التي فقدت القدرة على الاقناع، لادراك المتلقي لمضامينها التي لا تلتقي مع حاجاته ، مما زعزع الثقة بتلك الجهات التي يغلب على خطابها التضليل و المخاتلة ، ما ولد دعاية مضادة تسهم بالرفض و ربما التمرد, جراء دينامية السعي الى أيجاد حلول مناسبة لتلك الحاجات التي تمس حياة الناس , وغدت تشكل أحد أسباب الصراع بين الجهات القابضة على المشهد السياسي , و جمهور يتشوف الى مستقبل أفضل.
دعاية سياسية
فكرة منمطة: تتركز الفكرة بالدعاية السياسية و التكرار و الايحاء و الفعاليات حتى تغدوا صورة نمطية حول الجهة التي أستقرت حولها , لتصبح قرينه تذكر كلما أشير الى تلك الجهة سواء كانت مؤسسة رسمية او حركة سياسية او قوى اجتماعية , و الفكرة المنمطة قد تكون سلبية او ايجابية تولدت بفعل التراكم. فمثلاً حالة الفساد المستشري, غدت تقترن بمؤسسات الدولة و الاحزاب.
وهذه الصفة بالرغم من رفضها , تطلقها وسائل الاعلام و التواصل الاعلامي , و من فرط تكرارها أدى الى التعايش معها و أصبحت سلوك يتصرف به معظم الناس مع تلك الجهات , بمعنى ان التكرار المستمر مع ضعف الاجراءات القانونية الرادعة, افضى الى ولادة قناعة في عدم القضاء على هذا المرض المستشري , بل اصبح ظاهرة تغتال قيم المجتمع , لان الكل يدعوا الى لمعالجة السارق و المسروق, و أمسى فكرة منمطة ليس يسيراً التخلي عنها, نتيجة إنحناء الرعية أمام سرقات الراعي. و بذلك فأن المواطن أصبح رهينة سلوكين , مما يتوجب التصدي للظاهرة بالحرص الشديد لوسائل الاعلام و هو أحد عناصرها في عملية المساءلة, و الاهتمام بما تعرض من وثائق, و تصريحات المسؤولين التي تكشف معلومات يجب الافادة منها من الجهات المختصة , كي لا تغرق التصريحات وسط أمواج الكلمات التي تزخر بها تلك الوسائل , و تالياً تترسخ فكرة سلبية منمطة تفقد سمعة الدولة و المجتمع.الكلمة: الحرية التي يعيشها الشعب العراقي إثر التغيير في شكل النظام السياسي, أنتجت لأسباب عديدة فوضى , باتت تشكل تحدياً كبيراً للمجتمع و الدولة , و أبرز تلك التحديات هو تطويع الكلمة بما يخدم خطاب التكاره في مجتمع متعدد الإثنيات , تطل فيه الأزمات أكثر من حالات الاستقرار و الامن .
وإطلاق كلمات العداوة و التجاوز على المعتقدات إنطلاقاً من ايديولوجيا و افكار تتسم بالخلاف و الخصام الذي أنتجته الصراعات السياسية و حرث خلافات الماضي. إذ أن الغالبية لا تبحث عن سبل بناء مجتمع مدني ديمقراطي تسودة العدالة و المساواة و احترام المعتقدات و الافكار , و إنما التغالب و السلوك الاستبدادي كلما تهيأت الفرصة السانحه لممارسته. فالكلمة هي مفتاح الشر مثلما يقول سيد البلغاء الامام علي(ع) . بيد أن جُل الناس و وسائل التواصل و الاعلام لم يدركوا قيمة الكلمة , التي كانت و مازالت بوعي أو دونه, في بيئة مضطر تُعد منفذاً للفرقة و الانقسام , فالكراهية تبدأ بكلمة, لتنتهي بفعل و سلوك سيما في مجتمع يعاني الجهل و الامية و الغيبيات التي تشكل طريقاً سالكاً للعنف .
ومضة: الديمقراطية لا تصلح لمجتمع جاهل لأن أغلبية من الحمير ستحدد مصرك. (برنارد شو)
تعليقات
إرسال تعليق