عدنان سمير دهيرب/ نقلا عن جريدة الزمان الدولية
-3-
سياسة : الكل يتحدث بالسياسة الكبير و الصغير ، المتعلم و الامي ، المثقف و الجاهل ، الفلاح و العامل ،المرأه و الرجل ، شيخ العشيرة و رجل الدين، حتى الخصومات تحصل احياناً بين الزوج و زوجته بسبب الحديث في السياسة ، و الكل يضع نفسه بدل الرئيس أو الجهة المختصة، بل أن العراقي حتى حين يذهب الى النادي ليحتسي الخمر يتحدث في السياسة. وحين يناقش أحدهما الاخر بالسياسة ينتهي النقاش الى الشجار و التهديد و الوعيد، و السياسة أصطلاحاً هي علم الحكم وفن علاقات الحكم. و ليس الثرثرة و اللغو الذي تغرق فيه معظم البرامج السياسية ، و حياتنا العملية.
نفاق : شاعر يدعي الرقة و الرومانسية و يكتب التقارير الى الجهات الامنية عن زملائه، و أديب يدعو الى الحرية و يدبج أحلى الكلام في مدح الرموز السياسية ليصنع أصناماً يدور في فلك عبوديتها، و كاتب قومي علماني يدعي المدنية في حواراته، و يمدح زعماء أحزاب أسلامية متطرفة مختلفة الاتجاهات، كانت سبباً في نشر الفرقة و الاحتراب و التكاره، أنه نفاق أدعياء الثقافة و التزييف اللذين أسهموا بتضليل و تخريب المجتمع.
أغتيال : تعاطي المخدرات بانواعها و اشكالها بين الشباب، يهدف الى أغتيال الروح الوطنية و الثورية التي أخذت تنمو لدى الشباب الذين أنتفضوا في حراك تشرين.. هذا الاغتيال الصامت، أفضل للجهات السياسية من الاتهام بالاغتيال الصاخب للجهات المنفذة.
فاتحة : حين تدخل الى مجلس الفاتحة، لابد من سماع تراتيل قارئ القرآن يملئ فضاء المجلس الذي يتطلب الخشوع و سماع كلام الله (‘وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) (سورة الأعراف204). غير أن جُل المعزين تجدهم يتجاذبون أطراف الحديث، و حين يبدأ الشيخ اوالقارئ في اليوم الاخر من مجلس الفاتحة بحديثه عن المناسبة، يصمت الجميع و لا يخرج أحداً منهم حتى ينهي كلامه، إنها جزء من غلبة سلطة العادات و التقاليد على سلطة الاحكام الشرعية.
ومضة : حين تنحرف الديمقراطية تتحول الى غوغائية .(أرسطو)
تعليقات
إرسال تعليق