القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

عدنان سمير دهيرب / نقلاً عن جريدة "الزمان" الدولية




في البحث العلمي ثمة مشكلة  يطرح منها سؤال يسعى الباحث للأجابة عليه وفق منهج يراه مناسباً لمعالجة المشكلة التي يتناولها , و يقيناً ان الاجابة لا تكون سطحية او روتينية او بديهية, وذلك يتبع السؤال لاسيما في القضايا التي تتعلق باهتمامات الرأي العام ولها مساس عميق في حياتهم اليومية و ذات أثر مباشر بتطلعاتهم لصياغة واقع جديد . فقد تواتر سؤال ما برح قائماً منذ أعوام لماذا نتراجع او لماذا لا نتقدم ؟ أسوة بالدول و الشعوب الاخرى . و ماهي الاسباب التي أدت الى انتشار ظواهر جديدة , خلاف القيم السائدة التي أتسم بها المجتمع ؟

و قد تبنى العديد من المفكرين و الكتاب و الباحثين بالتحليل و التفسير الاجابة بأشكال متباينة أو مختلفة الاجابة على السؤال الاشكالي من خلال البحوث و الدراسات و المقالات و الحوارات التي عرضت في وسائل الاعلام و التواصل الاجتماعي.

غير ان الصراعات السياسية و الاجتماعية , و تفاقم الازمات في هاتين الحقلين تعيق التقدم خطوة الى الامام , فقد اشارت الجهات المعنية بالدراسات و البحوث الى ضرورة الاصلاح السياسي ، الديني ، التعليمي ، الاجتماعي و شكل النظام السياسي و معالجة أعراف تعد اسباباً للتراجع  , وهي جميعاً تسير في ذات المنحى للمعالجة و ان اختلفت الوسائل و الاساليب التي تلتقي مع أس المعضلة المعيقة للتقدم و النهوض.

ان البيئة المتخلفة و الاوهام و المخاتلة مازالت تشكل عائقاً ازاء التغيير . اذ ان اسباب الاعاقة اقوى من وسائل المعالجة. بل ان القوى المؤثرة في المشهد السياسي لا ترغب بالاصلاح الذي يفقدهم التأثير على الجمهور بالتضليل و افتعال الازمات المترابطة بهدف الالهاء عن الحاجات الاساسية التي يعاني منها، والتقدم الذي يروم تحقيقة. ومثال على ذلك الازمات المتلاحقة التي وقعت خلال شهر واحد بدأت بأحداث المقدادية التي حملت بذور طائفية ثم التظاهرات الرافضة لنتائج الانتخابات و سقوط ضحايا من المتظاهرين ثم محاولة أغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والاستمرار برفض نتائج الانتخابات من قبل الجهات التي لم تحصل على مقاعد كثيرة .

بالاضافة الى النتوءات المستقرة في الجسد العراقي منذ سنوات.

هذه الازمات السياسية و الاجتماعية هي امتداد لسياقات تاريخية و انتاج لديناميات قوى سياسية و اجتماعية محتدمة في بيئة ترفض تجاوز الواقع المضطرب , الذي لا يبصر الغد و يستدعي الامس بكل اشكالياته و معضلاته, جراء غياب السبل التي سارت عليها الدول المتقدمة والمتمثلة بالتعليم و الاصلاح السياسي والديني و تطبيق الدستور و الحرية والعدالة والمساواة والتسامح وقبلها الوعي بأهمية هذه القيم التي تشكل سبيلاً للتقدم والنهوض . وامام هذه التحديات يجب ان نتذكر ما دعا اليه جورج  جاك دانتون بعد الثورة الفرنسية عام 1792 الجرأة مزيد من الجرأة ,الجراءة الى النهاية) في ادامة الثورة ومواجهة مخططات الملك و الملكة لتحقيق الاهداف والقضاء على الاضطرابات و نشر مبادئ الثورة التي مازالت مرجعاً للدول التي تتشوف الى التغيير  وبناء المستقبل .

تعليقات

التنقل السريع