القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

 عدنان سمير دهيرب / نقلا عن جريدة "الزمان" الدولية



احتجبت جُل الصحف التي صدرت خلال الاعوام المنصرمة إثر التغيير في شكل النظام السياسي الذي شهده العراق ، وتلاشت كأوراق الخريف ، وأضحت ارقاما وأسماء تذكر على صفحة تاريخ الصحافة.

 فقد صدرت  350 صحيفة ببنية وخطاب مختلف يكشف عن حالة التشظي الإعلامي الذي لا تضبطه تشريعات وقوانين فضلاً عن غياب المعايير الأخلاقية والمهنية . فالصحافة هي الوجه الاخر للنظام السياسي والاجتماعي السائد في البلد ، ومستوى حرية الصحافة يشير الى حرية النظام والمجتمع ، لذلك اخذ الجميع يطرح ما يعتقده وما يفكر به بعد سنوات من القهر السياسي وقمع حرية التعبير عن الراي .

ولأن الصحافة تؤدي وظيفة اساسية هي اخبار الناس وتزويدهم بالمعلومات ، فقد كان الجمهور يبحث عن الاخبار التي تشبع حاجاته وغريزته بالمعرفة التي ظلت مجهولة عقوداً .

بيد أن ثمة جمهوراً متشككاً يشكو من غياب الحقيقة والمصداقية والدقة التي تتناولها تلك الصحف للأحداث والوقائع التي يشهدها الواقع العراقي المكتنز بالازمات والصراعات والخطابات التي اتسمت بالكراهية  في احايين كثيرة .

مما انعكس على الواقع الصحفي الذي يعاني غياب مواثيق العمل الصحفي جراء دخول الطارئين والمتطفلين وتراجع عددها ولم يبق من مئات الصحف الا عدد قليل .

ان الصحف المستقلة التي تعد صحيفة الزمان الابرز تواجه اليوم  تحديات الواقع المشحون بالمعضلات ، وتحدي التطور التكنولوجي الذي اضحى يتسيد المشهد الاعلامي بسرعة تدفق المعلومات والصور وظهور المواطن الصحفي والمدونات ونحو ذلك . إذ يكتب  يوميا مليون كلمة في العالم تحمل المعلومات والاخبار المختلفة والمتنوعة.

غير ان الاهم الذي تعمل عليه الزمان هو التحقق في دقة وصحة المعلومة التي تعد أحد أهم عناصر الصحافة ، والتزامها إزاء نقل الحقيقة ومراقبتها لعمل السلطة بما يخدم الجمهور .

وإسهامها الدؤوب بتنوير القراء من خلال محتوى الانواع الصحفية التي تطبقها بمهنية وعلمية لإضاءة طريق الناس الذين يجدون فيها انموذجا صحفيا، بمبادرات وجهود  مؤسسها الكاتب المبدع الأستاذ سعد البزاز ورئيس التحرير الاكاديمي والصحفي المائز الدكتور احمد عبد المجيد وكل كادر الصحيفة وكتاب الرأي الأعلام الذين تمتاز بهم الزمان لتسهم كتاباتهم بما تحمل من رؤى وأفكار للارتقاء بثقافة المجتمع كي يصبحوا اسياداً لأنفسهم تدفعهم الى الحرية وأكثر من الرضا بالواقع ، وصناعة رأي عام ذو قدرة على التأثير في الدولة من خلال المشاركة في صياغة القرار السياسي  . بوصف الصحافة رافدا تنويرياً لا يمكن تجاوزه بالرغم من تضخم وانتشار وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي التي غدت منافسا شديدا . خطفت بريق الصحافة ولكنها لم تخدش هيبتها .

فالحياة الديمقراطية مثلما يرى الكاتب بيل كوفاتش  غرضها الحقيقي هو حرية الانسان ولم يكن الحل لمشاكل الديمقراطية هو التخلي عنها ، وانما محاولة تحسين مهارات الصحافة وثقافة الجمهور .

تعليقات

التنقل السريع