عدنان سمير دهيرب/ نقلا عن جريدة "الزمان" الدولية
رحل القلب النقي الصافي كالصبح وصفحة المرآة ، ليهجرني أتوسد الذكريات و الحنين الى حكايات الماضي .. و سحابة الحزن تفيض من عيناي التي لن تلتقي بعد اليوم مع عيناكِ . لا شمس في بيتنا ، لا دفئ لا ضوء فقد تلاشت الضحكاتِ و أضحى جدران تحمل صوراً ترنو الينا والحسرة تسبقنا اليها.
فقد كنت لي أملاً يرافقني مذ كنت طفلاً ، واليوم ينحرني الظمأ اليكِ ، و الوداع الذي يشبه الحزن يتسرب الى قلبي ، يمطر الدمع حين تضعف أمام الحقيقة الوحيدة في الحياة .الأيام و السنون تغدوا لحظات مشحونة بالألم ، تتدفق الذكريات كالينابيع ، نجوم تزحف أمام النواظر مفعمة بصور المحبة .
فهي لم تمتلك قلباً كسائر البشر فحسب ، بل هي كيان على هيئة قلب يفيض بالمشاعر الانسانية .
مازلت أذكر بكائها على موت النخلة الوحيدة في حديقة دارنا . أمضت سنوات طويلة وهي تسفح الدمع ، والسفر الدائم لتنوح على شقيقي نزار الذي أغتالته الحرب وهو لما يزل لم يبلغ الحلم ، عمر مضى مكتنز بالاحزان و الهموم على فراق الاحبة ، سنوات أحترقت و هي تكابد الخطوب . أعلم ان غيابها يثير الفجيعة ، وتصفر الريح في صحراء الروح ، ليترقرق الدمع و يقفز من المآقي ، وبذكرها يفز القلب ألماً . فهذي الكلمات تستجدي عند حافة قدميها بعضاً من الوفاء .
فهي الأم و الصديقة و الحبيبة و الجدار الذي أتكئ اليه والانسانة التي أبوح اليها بالاسرار في الملمات والهروب من قبح الحياة ، لتبث في داخلي الأمل في زمن فقدت منه الثقة و الصدق .
رحلت في اليوم قبل الاخير من رمضان ، بعد صراع مع كورونا الخبيث ، أمضت أياماً عصيبة ، و ساعات تحدي لحظات كانت غارقة بالقلق والقهر لتنتهي بالانين .
سلاماً اليكِ أنسانة و أم .
سلاماً للوجة المضيئ و الوجع الذي لا يبرح أبداً .
تعليقات
إرسال تعليق