القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

عدنان سمير دهيرب / نقلاً عن جريدة الزمان الدولية




مدونات الأمس لم تزل متقدة في الذاكرة , لا يمكن أزاحتها فقد رسمت بالدم المسفوح و التضحيات الجسام.

الثابت أن الاحداث الدامية تاريخياَ هي أحد أهم عوامل التغيير التي تشهدها الأمم , و أذا لم تحقق ذلك فأن الجماهير تظل خزاناَ للمفاجات و ردات الفعل أجتماعياَ و سياسياَ حتى تحقق غاياتها.

أن الشعوب لا تنسى دائماَ , قد تكبلها أصفاد السلطة بالقوة تارة و الخطاب الايديولوجي تارة أخرى ,فهي بتنوع و تعدد أشكالها الدينية و الاجتماعية و السياسية تقوم في الغالب بفرض أفكارها و عقائدها كي تهيمن على الوعي و أمتلاك الانسان و المجتمع لتمرير مصالحها و تحقيق أهدافها من خلال المنابر التي غدت متاحة تحاصر الفرد في كل مكان و زمان . بأستخدام كل الوسائل و المضامين لتزييف الوعي بالتضليل , و أنصاف بل أجزاء الحقائق، لإرباك المتلقي، و صناعة الازمات المتوالية، من خلال نسج و إرتداء ذات الاردية ,للتمويه على قضايا لها علاقة بحاجاته الاساسية , بأغتيال حلم أخذ يدب في مخيال شباب و مراهقين يشكل حضورهم 85% من عدد سكان العراق.

تلك الخطابات التي تقوم على الشحن الطائفي و القومي و المغذيات العصبوية و الغيبية , أصبح يقينيات محتوى أذرع تلك القوى المتسيدة على المشهد السياسي و الاجتماعي , لاختراق تطلعات الفئات الناهضة و المتشوفة الى التغيير و الاصلاح, بتشويهها و تقزيمها من ناحية و النزوع للبدايات و السياقات التي قام عليها النظام الجديد من ناحية أخرى , بتكريس ثقافة و ايديولوجيا الحيز الذي نشأت فيه , بأعادة إنتاجه , متغافلة المتغيرات التي تمثلت بالتطورات التقنية عالمياَ , و التي أسهمت بخلق واقع او مجتمع أفتراضي  كان له الدور بنشر المعلومة و اتساع المعارف و بزوغ الوعي و التمسك بالحرية و التحدي للقوى المتصلبة و الدوغمائية  التي التي أستمرأت اللعبة التي شيد عليها النظام السائد بعد التغيير في شكل النظام السياسي , الذي أضحى يعاني من كبوات و معاضل بنيوية, ليس يسيراً معالجتها مع أستمرار ذات النهج و السلوك .

أن الجمهور بتعدد مشاربه  واتجاهاته قد يهمل ذلك الحدث او الواقعة و التصريح و الصراع السياسي  و اللغو في البرامج السياسية و نحو ذلك, غير انه لا ينسى الدم المسفوح خلال حراك تشرين و الافضليات التي طرحها من أجل التغيير و الاصلاح و ما دعى اليه في الخلاص من لعبة المحاصصة و السرقة المنظمة و تمزيق الهوية الوطنية و إندحار المواطنة , و غياب المساواة , و السلاح (غير) المنفلت و أمراض تفشت في مجتمع يكافح من أجل غد أفضل.

بيد ان اللهاث خلف بريق السلطة و كل ما تنطوي عليه من مغريات أدى الى ان تكرر تلك القوى ما بدأت به, قبل الانتخابات الاخيرة , لتقع ثانية وسط أسوار تلك اللعبة التي كانت سبباَ في تقهقر مناحي الحياة وهشاشة الدولة . أي استمرار ذات العوامل التي تشكل حافزاَ للنفخ في شرار لم ينطفئ و بذلك ينطبق المثل الفرنسي على و اقعنا و مفاده (كل هذا من أجل هذا) بمعنى كل تلك التضحيات و المعاناة لنعود لذات المحتوى و الواقع المؤلم.

تعليقات

التنقل السريع