القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

عدنان سمير دهيرب/ نقلا عن جريدة الزمان الدولية




تشكل السرعة والتنافس والتفاعل وديمقراطية الاتصال علامات للبيئة الاتصالية الحديثة, التي تتمثل بوسائل التواصل الاعلامي و الاجتماعي التي بلغ عددها ثلاثة عشر منصة, إضافة الى شبكة الانترنيت, و تزاوج وسائل الاعلام التقليدية مع الوسائل الجديدة و ظهور ما يطلق عليه (بالاعلام التقليدي الجديد) لمنحها حضوراً و انتشاراً وإقراراً بقدرة الوسائل الجديدة على التأثير و المتابعة من قبل الجمهور, لانتاج عملية جديدة في تدفق الأخبار.

إن هذا العدد الكبير يأتي بفضل الحوامل الرقمية كوسائل تحمل مضامين مختلفة بهدف التأثير و التغيير لاتجاهات رأي الجمهور الذي وجد إتاحة للمعلومة بما يناسب خياراته الزمكانية, لتحقيق رغباته و استخداماته. بمعنى ان المتغير الحاصل في عملية الاتصال, يتحدد في طبيعة الوسيلة التي أضحت تكنولوجيا يسيرة التملك من ناحية والاتاحة المقترنة بالحرية, و المواطن الذي اصبح ملتقياً و منتجاً للمعلومات و الاخبار و الحوادث  وانتاجه أزداد قوة و تأثير في المجال العام. بعيداًعن حارس البوابة الاعلامية التقليدية الذي يقرر ما ينشر او ما يصل من معلومات الى المتلقي من ناحية اخرى . لان الانترنيت ليس بوسيلة إعلام بحسب دومنيك فولتون معتمداًعلى مرجعية , ان وسيلة الاعلام تقوم على قاعدة عرضها للجمهور لمادة إعلامية في حين شبكة الانترنيت يذهب اليها المواطن للبحث عما يرغب فيه.

وهذا التفسير ينسحب الى وسائل الاعلام الجديد الذي يحظى بأهتمام المواطن و مرافقته محملة في كل الاوقات , بل انه اصبح جزء من شخصيته لأثر مضامينه في عملية التنشئة الثقافية و الاجتماعية .

و اذا كان هيجل قد وصف الصحافة قبل قرنين من ان الصحيفة هي الصلاة العلمانية الصباحية للانسان الحديث , فان و سائل التواصل اصبحت هي الصلاة في مختلف الأوقات بما تحمل من مضامين تغذي حاجة المستخدم بواسطة تلك الوسائل . لتحقق إنقلاباً في عادات القراءة و التعرض و التواصل , مما فرض سلوكاً مغايراً للوسائل , أي إرتباط وسائل الاعلام على مستوى الرسالة مع وسائل التواصل لمنحها فرصة اوسع للانتشارو السرعة .

خطاب متوازن

ان هذا الاندماج الذي استخدمته الصحف كالزمان أنموذجاً , كشف عن اهتمام و متابعة المستخدمين لمحتوى وسائل إعلام راسخة لدى الجمهور بمهنيتها و خصوصيتها و خطابها المتوازن في تناول و نشر الاخبار و الآراء و الافكار .

فقد أشارت الارقام لغاية نهاية الشهر الماضي عن متابعة خمسة ملايين و 541 ألف زائر لموقع الصحيفة الالكتروني على شبكة الانترنيت رغم مضي خمسة اعوام فقط على أطلاقه فضلاً عن تطبيق الخبر العاجل على الهواتف النقالة و فتح مجموعة خاصة بالزمان على فيسبوك بهدف التواصل ايضاً , لفتح مسار جديد للتفاعل مع القراء , لتحقق إسهاماً آخر للمشاركة بطرح الآراء و الافكار المتعددة للارتقاء بالوعي السياسي و الاجتماعي , لجمهور أفاد من فسحة الحرية في تلك الوسائل .

أن مقدار المشاركة و الاطلاع من خلا الاندماج تقنياً فضلاً الوسيلة التقليدية التي مازالت تواجه التحديات , يؤكد الرغبة الجامحة لدى المتلقي بمتابعة تلك الوسائل التي تنماز بالموضوعية و المصداقية , و التصدي للاخبار الكاذبة التي تحفل بها مواقع التواصل الاجتماعي . إذ ان مصداقية المعلومة يفضي الى الاستيعاب الواعي للواقع المفعم بالاشاعات  والاخبار المزيفة و الاراء المضللة لجهات تسعى الى الهيمنة . و بذلك فأن الصحافة مازالت صلاة الانسان الحديث , لانها ترسخ القيم الاجتماعية و تلتزم الى حد كبير بعناصر الصحافة والحرية المسؤولة إزاء القضايا التي تتعلق باهتمامات الناس رغم الاختلاف والتطورات التكنولوجية لوسائل الاتصال و المنافسة الشديدة بينهما و محواها الذي يشهد غزواً بفعل العولمة يهدف الى نزع الهوية الثقافية من المجتمع بوسائل إتصالية يملكها إكثر من 63 بالمئة من سكان العراق . و هو ما يشير الى القدرة المستمرة على التمدد الفقي .


تعليقات

التنقل السريع