القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

الذكرى السادسة والثلاثون لاستشهاد الدكتور ابو ظفر

 بلقيس الربيعي


 "الشهيد وحده في الدنيا لايموت "

                                                      ابو ذر الغفاري

 

" ابا ظفر يا فارس احلامي في كل الليالي..  ” غفا رسمك بعيني من الصبا لليوم"..

كيف أنساك والذكريات الجميلة  والجنة التي عشتها معك لاتزال معي  ولا يمكن لذاكرتي ان تعلن غيابك فأنت تسكن في قلبي وروحي . حبي لك ايقونة لا تموت ولا يمر يوم دون ان اناجيك لكن في السابع والعشرين من ايلول تتركز مناجاتي لك لأنك انسان استثنائي يتطلب كتبا تكتب عنه   

كنت يا ابا ظفر تمتلك قلبا عاطفيا عامرا بحبك لي ولظفر ويسار وكنت تمتلك صفات رجولية تتمثل بالشجاعة والجرأة والصدق والوفاء والأبوة الحقة لظفر ويساروكنت استثنائيا في عطائك ونظرتك الانسانية . لقد تركت بصمتك في سجل المجد والخلود ، وكنت نموذجا رائعا في التفكير بصوت عال، وطرح كل ما يدور في ذهنك من آراء وافكار  ومقترحات دون خشية من أحد وكنت تتمتع بالموهبة والتواضع ولم تكن مترفعا و  بسلوكك المتواضع جعلت سقف التعامل في العلاقة بين الطبيب  ومريضه عالية وبهذا  حظيت بحب  اللذين عايشوك أو اللذين سمعوا عنك                    

 

انا لااشعر بالوحدة لأنك تعيش معي   وكلما تضيق بي الدنيا اهرع لرسائلك لأقرأ منها . وبين يدي الآن رسالتك التي ارسلتها    لي قبل استشهادك بشهر تقول فيها   

حبيبتي الرائعة ام ظفر"

تحية الحب والشوق

مرة اخرى يا حبيبتي، ومن اجل القضية والمباديء التي أطرت حبنا الخالد، يعود الفراق الذي فصل بين جسدينا، يؤكد من جديد ان روحينا اكثر التحاما وانسجاما وان الشوق للقاء بك هو حلم دائم وامنية لسني عمري المقبلة

 

ان الرائع والأصيل  في حبنا ، يا حبيبتي ،هو اننا استطعنا نحن الأثنين ، انت وانا ، ان نحافظ في زمن الفراق  أو اللقاء على معادلة حياتنا بين ماهو خاص بشخصينا ، حبنا ، وبين ما هو عام بمبادئنا السامية التي نؤمن بها ونناضل في سبيلها .. فأن اكون حبيبا و زوجا وأبا، وفي نفس الوقت عضوا في حزب شيوعي يناضل في اصعب الظروف ،  وان اؤدي مهماتي بكفاءة  وبنجاح في كلا المجالين ..فذلك  ليس بالأمر السهل في مثل هذا الزمن الرديء ، فهو يتطلب قدرا كبيرا ، بل رسوخا في القناعة والصدق والاخلاص والوفاء والتضحية، واذا كنت أعترف بذلك، فاني اعترف ايضا بأن القسط الأكبر في ذلك يعود لك ، لشخصيتك … فأنا أحسد نفسي على اني التقيتك وأحببتك وتزوجتك وأنجبت منك ، وبأني سأعيش معك لالف الف عام قادم

 

مائتان واربعون يوما هي عمر لقائنا الأخير، مرت كلحظة خاطفة من عمرنا، لكنها لحظة مشحونة بأريج الحياة لتصبح جنة وارفة الظلال من الذكريات الجميلة ، تنتزعني في كل حين من عالمي الصعب لتلقيني في أحضانها، فأشعر بطمأنينة وتفاؤل بمستقبلي . فاليك يا حبيبتي أحني رأسي  اكبارا لوفائك وصبرك واخلاصك لحبنا  "ولمبادئنا السامية. 

وفي ذكرى استشهادك السادسة والثلاثين  ننحني اجلالا لتضحياتك  ونهديك الورود الجميلة  وقصائد الحب العذبة     

تعليقات

التنقل السريع